تأسس قسم طب الأعصاب في عام 1974 مع تأسيس المعهد الوطني لطب الأعصاب على يد الدكتور الراحل المنجي بن حميدة. وكان قسم طب الأعصاب هو القسم الأول من نوعه في تونس. وافتتحه بصفة رسمية الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة رئيس الجمهورية التونسية في العشرين من مارس لعام 1974. وفي مايو 2012 أعيدت تسمية المعهد الوطني لطب الأعصاب ليصبح اسمه المعهد الوطني المنجي بن حميدة لطب الأعصاب – تونس، تقديرًا لجهود مؤسسه.
ويضم المعهد، إلى جانب قسم طب الأعصاب، أقسام التصوير العصبي، وجراحة الأعصاب، والعناية المركزة. وتولى إدارة قسم طب الأعصاب منذ تدشينه البروفيسور المنجي بن حميدة، ثم خلفه في هذا المنصب عام 1995 الدكتور فيصل هنتاتي.
يجمع القسم ما بين نشاطي البحث والتدريس، لكن الأهم من ذلك، أنه يؤدي دورًا كبيرًا في تشخيص حالات المرضى المصابين بالاضطرابات العصبية وتقديم الرعاية لهم. ولأنه القسم الأول والأكبر في مجال طب الأعصاب في تونس، فهو يتصدر النشاط البحثي والعلاجي في مجال الاضطرابات العصبية في البلاد. فهو بحق أبرز مقدم لخدمات الرعاية الصحية في مجال طب الأعصاب للشعب التونسي.
ونظرًا لما يتمتع به القسم من منزلة رفيعة على الصعيد الوطني، فهو يجذب إليه عددًا كبيرًا من المرضى المصابين بالأمراض العصبية من كافة ربوع الدولة. ويلتزم القسم التزامًا تامًا بالمعايير الحديثة فيما يتعلق بإدارة المعالجة من الاضطرابات العصبية. فقد تم إنشاء قواعد بيانات دقيقة خاصة بالأمراض لتوحيد إجراءات متابعة المرضى؛ مثل قاعدة بيانات مرضى التصلب المتعدد (أكثر من 3000 مريض)، وقاعدة بيانات مرضى باركنسون (الشلل الرعاشي) (أكثر من 1500 مريض، وهي أكبر مجموعة في العالم لسجل المصابين بباركنسون من جرّاء طفرة جين LRRK2)، وقاعدة بيانات المصابين بالأمراض العصبية الوراثية.
وشهد المختبر التابع للقسم إجراء أبحاث في مجال الوراثة العصبية، والتي سمحت بالتعرف على الجينات المسؤولة عن الكثير من أمراض وراثية عصبية بعينها بالإضافة لتلك الشائعة لدى الشعب التونسي. علاوة على ذلك، تم توصيف الطفرات الجينية لدى الكثير من المرضى التونسيين. وتجري في القسم حاليًا وعلى نحو دوري، الاختبارات الجينية الجزيئية لغالبية الأمراض العصبية الوراثية، بما يسمح بتقديم العلاجات المناسبة والاستشارات الوراثية الدقيقة للمرضى ولأفراد أسرهم.
يقدم القسم أساليب تشخيص ووقاية محددة ومنهجية للأسر التي تضم أفرادًا يعانون من بعض الأمراض العصبية الوراثية الشائعة، والتي تسبب الإعاقة. وتتيح هذه الأساليب للمرضى وأفراد أسرهم فرصة الحصول على مشورة وراثية عالية الجودة، وعلى فحوص ما قبل الولادة عند الحاجة لذلك (في حالات معينة من ضمور العضلات الشوكي وضمور العضلات) أو العلاج السابق لظهور الأعراض لكبح علامات المرض في الأفراد الحاملين لطفرات وراثية مرضية (مثل مرض الرنح المصحوب بنقص فيتامين هـ).
وتظل السكتة الدماغية المشكلة الصحية الكبرى في تونس وفي غيرها من البلدان العربية. لذلك افتتح القسم – منذ عام 2000 – أول وحدة للسكتة الدماغية في تونس والتي قدمت علاجات حديثة لمرضى السكتة الدماغية، إلى جانب تقديم العلاج الحال للخثرات. ويبقى هذا المركز الوحيد من نوعه على مستوى المستشفيات العامة في تونس، فضلًا عن أن وحدة السكتة الدماغية وقسم الطوارئ يغطيان الآن مدينة تونس كلها.
كل هذه الخدمات الفريدة والاستثنائية التي يقدمها المعهد الوطني المنجي بن حميدة لطب الأعصاب من حيث توفير الرعاية الصحية والبحث الطبي، جعلته بحق يستحق الفوز بجائزة حمدان لأفضل كلية / معهد / مركز طبي في العالم العربي عن الدورة 2013 – 2014.
