بدعم من جائزة حمدان الطبية: بحث علمي يدعو المراكز الصحية إلى الإهتمام بالتثقيف الصحي لمرضى السكري بالدولة الأحد 01 فبراير 2015
توصلت دراسة أجريت بدعم من جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية عنوانها "برنامج مهارات التغيير نحو نمط حياة صحي للمرضى الإماراتيين المصابين بالسكري من النوع الثاني"، إلى أهمية وجود صالات رياضية في عيادات السكري بدولة الإمارات العربية المتحدة وتعيين أخصائيي تغذية لخدمة المرضى المترددين على هذه العيادات.
 
صرحت بذلك الدكتورة "حبيبة علي" الباحث الرئيسي والأستاذ المشارك بقسم الأغذية والصحة في كلية الأغذية والزراعة بجامعة الإمارات، مشيرةً إلى أن الدراسة هي ثمرة للتعاون ما بين فريق بحثي من كلية الأغذية والزراعة بجامعة الإمارات والشئوون الأكاديمية للخدمات العلاجية الخارجية الممثل ببرنامج الأمراض المزمنة.
 
وأعربت الدكتورة "حبيبة علي" عن فخرها بدعم جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية لهذا البحث العلمي الفريد من نوعه والذي اهتم بدراسة واقع المرضى الإماراتيين المصابين بالسكري من النوع الثاني وإختبار جدوى تطبيق برنامج تثقيفي متكامل لأسلوب الحياة الأمثل الذي يتعين عليهم إتباعه لتحسين قدراتهم على التعامل مع المرض.
 
وقالت أن العمل في البحث قد استغرق عامًا كاملًا، خضعت خلاله عينة من المرضى الإماراتيين لبرنامج تثقيفي مكثف لتعريفهم بنمط الحياة الذي ينبغي عليهم إتباعه. وقد رصد البحث تقدمًا ملحوظًا في تحسين قدرات المرضى الذين خضعوا لهذا البرنامج على إدارتهم الذاتية للمرض حيث نجحوا في تقليل أوزانهم وزيادة نشاطهم البدنى ومن ثم تحسين نسب السكر في الدم.
 
ضمت عينة البحث 382 مريضًا بالسكري من النوع الثاني منهم 219 مريضًا إماراتيًا من مرتادي مراكز اليحر والمويجعي والهيلي التابعة للخدمات العلاجية الخارجية ( مدينة العين) (57.5% من إجمالي عينة البحث)، إلى جانب163 مريضًا إماراتيًا (42.7% من عينة البحث) من مرتادي مراكز المقام وزاخر والنيادات ومزيد، والذين لم يخضعوا للدراسة بهدف مقارنة بياناتهم مع بيانات العينة التي تم التدخل فيها.
 
وقد مر البحث بثلاث مراحل رئيسية بدءًا من مرحلة الإعداد للدراسة ومرورًا بمرحلة التدخل في العينة ووصولاً إلى مرحلة ما بعد التدخل في العينة.
 
وقد شهدت مرحلة الإعداد للدراسة، تصميم 3 إستمارات إستبيان لقياس المعلومات الغذائية لدى المرضى المتعلقة بمصادر الطاقة والألياف والدهون المشبعة والكوليسترول في غذائهم اليومي، إلى جانب درجة إهتمامهم بممارسة النشاط البدني ونسب رضاهم عن نظم العلاج المقدمة إليهم في مراكز الخدمات العلاجية الخارجية.
 
وبالحصول على موافقة لجنة أخلاقيات البحث العلمي التابعة لمنطقة العين الطبية، تم تعيين الكادر البحثي اللازم وتدريبيه على جمع المعلومات المتعلقة بالنظام الغذائي المتبع لدى المرضى محل الدراسة وحساب السعرات الحرارية اليومية إلى جانب دراسة نظريات تعديل السلوك الغذائي لدى المرضى.
 
كما عقدت سلسلة من ورش العمل للعاملين في مراكزالخدمات العلاجية الخارجية (صحة) الثلاثة الخاضعة للدراسة، وهي مراكز المويجعي والهيلي واليحر، بما فيهم الأطباء والممرضين وأخصائي التغذية، لتعريفهم بأهمية ممارسة النشاط البدني بالنسبة لمريض السكري والإستراتيجية المتبعة في تقديم الإستشارة الطبية للمرضى.
 
أما عن المرحلة الثانية للدراسة، فقد تضمنت عقد سلسلة من الجلسات التوعوية والتثقيفية للمرضى على يد كوكبة من المتخصصين باستخدام الوسائط السمعية والبصرية لشرح كيفية اختيار الغذاء الصحي وحساب السعرات الحرارية في الطعام إلى جانب التعرف على أهمية ممارسة التمارين الرياضية بانتظام للتحكم في نسبة السكر في الدم.
 
وخلال هذه المرحلة قامت الدكتورة كارين بلاتا، الأستاذ المساعد في كلية الأغذية والزراعة وعضو الفريق البحثي، بتصميم مجموعة من التمرينات الرياضية للمرضى المشاركين في البحث والتي روعي خلالها خصوصية المجتمع الإماراتى وإحتياجاته.
 
وقد تم تسجيل هذه التمرينات على شريط فيديو، أعد خصيصًا لخدمة أغراض البحث، كما أهل كادر التمريض اللازم لتدريب المرضى على هذه التمرينات على مدار خمس أسابيع ليوزع بعدها على المرضى لآداء التمرينات بعد ذلك في المنزل.
 
وعقب مشاركة المرضى في هذا البرنامج التثقيفي التوعوي المتكامل (تغذية ونشاط بدنى) تم قياس مدى إستجابة المرضى للبرنامج من خلال إجاباتهم على إستمارات الإستبيان، كما قام الفريق البحثي بإعادة حساب مؤشر كتلة الجسم وقياس نسبة السكر في الدم للمرضى في كل من العينة التدخلية وعينة المقارنة من خلال متابعة أوزان المرضى ورصد نتائج تحاليل عينات الدم.
 
وبتحليل البيانات تبين أن المرضى في العينة التي خضعت للدراسة أصبحت أكثر حرصًا على ممارسة التمارين الرياضية وتناول الأغذية الصحية قليلة السعرات الحرارية والغنية بالفيتامينات والألياف مما انعكس على إنخفاض أوزانهم حوالي 1.1 كيلو جرامًا، كما انخفضت نسبة السكر في الدم. وذلك على عكس المرضى في العينة المقارنة والذين قد زادت أوزانهم بمقدار حوالي كيلو جرامًا.
 
كما أنتج فيلم توعوي عن القواعد الغذائية الصحية التي يجب على المستهلك إتباعها أثناء عملية تسوقه اليومي بدعم من جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية والخدمات العلاجية الخارجية (صحة) حيث نشر عبر حساب الجائزة على اليوتيوب.
 
ومن جانبه فقد صرح الأستاذ الدكتور نجيب الخاجة الأمين العام لجائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية أن دعم الجائزة للبحث العلمي يأتي على رأس أولوياتها حيث تعكف في كل دورة من دوراتها على دعم مجموعة متميزة من البحوث الهامة التي تهدف إلى الإرتقاء بالصحة العامة لمواطني دولة الإمارات بصفة عامة ومرضى السكري بصفة خاصة حيث أن نسبة الإصابة بالسكري في الدولة تعتبر من أعلى النسب عالميًا.
 
وأعرب الأستاذ الدكتور نجيب الخاجة عن أمنياته بأن تتبنى الجهات المعنية بالخدمات الصحية في دولة الإمارات التوصيات التي توصلت إليها الدراسة، حيث أن إضافة هذه المجموعة من الخدمات إلى العيادات الصحية التي تستقبل مرضى السكري بالدولة من شأنها الإسهام في تحسين معدلات الإصابة والحد من تدهور الحالة الصحية للمرضى.
 
فالآثار الناجمة عن عدم قدرة مريض السكري من النوع الثاني على التحكم في مستويات السكر في الدم تؤثر على الوظائف الحيوية لأجهزة الجسم مثل الكلى والأوعية الدموية والعيون وغيرها، مما يؤدي إلى تدهور حالة المريض الصحية مع مرور الوقت بما يلقي المزيد من الأعباء على حياة الفرد والأسرة والمجتمع.