إفتتاح فعاليات المؤتمر العربي السادس لعلوم الوراثة البشرية الخميس 21 يناير 2016
دبي، 21 يناير 2016: افتتح معالي حميد القطامي رئيس مجلس الإدارة والمدير العام لهيئة الصحة بدبي ونائب رئيس مجلس أمناء جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية، صباح اليوم، فعاليات المؤتمر العربي السادس لعلوم الوراثة البشرية والمعرض المصاحب له والذي ينظمه المركز العربي للدراسات الجينية، أحد مراكز الجائزة، لمدة ثلاث أيام بفندق البستان روتانا بدبي بمشاركة حوالي450  طبيب وعالم وراثة من 35 دولة حول العالم.
 
حضر حفل الإفتتاح أعضاء مجلس أمناء الجائزة السادة ميرزا الصايغ والدكتور عبد الله الخياط والدكتور السيد جعفر السيد محمد والدكتور أحمد الهاشمي والدكتور حسين عبد الرحمن الرند وكيل الصحة المساعد لقطاع المراكز والعيادات الصحية وعبد الله بن سوقات، إلى جانب الدكتور محمود طالب آل علي مدير المركز العربي للدراسات الجينية رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر، والأستاذ الدكتور يوسف عبد الرزاق رئيس اللجنة العلمية للجائزة، والأستاذ الدكتور سهام الدين كلداري رئيس لجنة دعم البحوث العلمية بالجائزة.
 
وخلال كلمته الإفتتاحية للمؤتمر، نقل معالي حميد القطامي تحيات سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية راعي جائزة حمدان الطبية وأمنياته الطيبة بالنجاح والتوفيق لجميع المشاركين في هذا الحدث العلمي الهام.
 
كما تقدم لسموه بالشكر والعرفان على متابعته الحثيثة وحرصه الدائم على دعم فعاليات هذا الملتقى العلمي الهام الذي أصبح وفي زمن قياسي إحدى العلامات المميزة في مجال علوم الوراثة البشرية على مستوى المنطقة وأيقونة هامة لاستشراف آفاق جديدة لمستقبل القطاعات الصحية والطبية.
 
وأضاف أن العالم العربي قد قطع شوطا لا يستهان به في بحوث علوم الوراثة البشرية، وهذا ما يظهر جليًا من خلال الكم الهائل من البحوث التي رصدتها قاعدة بيانات الأمراض الوارثية الصادرة عن المركز العربي للدراسات الجينية، والتي وصل عدد مدخلاتها حتى وقتنا هذا إلى أكثر من ألفين مدخلاً؛ ساهمت في تعزيز المكانة العالمية لقاعدة البيانات لتصبح أكبر قاعدة بيانات من نوعها على مستوى العالم.
 
كما شهد المركز العربي للدراسات الجينية تطورًا كبيرًا في الإستراتيجية المنظمة للعمل فيه والتي ترتكزعلى  محورين متوازيين؛ أولهما تنويع المشاركات العلمية وتعزيز العلاقة مع الباحثين العرب، من خلال العديد من المشاريع العلمية والتي كان آخرها مشروع ربط البيانات السعودية للأمراض الوراثية بقاعدة بيانات المركز.
 
وثانيهماالإستفادة العملية من الكم الهائل من البيانات في تأسيس قاعدة معرفية حول أكثر الأمراض المزمنة إنتشارًا في منطقتنا العربية، وقد كان للمركز الريادة في نشر أول دراسة بحثية جامعة حول خصائص البنية الجينية للمرضى العرب بالسكري من النوع الأول.
 
وأضاف معالي حميد القطامي أنعلوم الوراثة البشرية تكشف في كل يوم عن الجديد فيما يتعلق بموضوع التلازم بين صحة الإنسان وجيناته. وخلال الآونة الأخيرة اهتمت البحوث في هذا المجال بدراسة العلاقة المتبادلة ما بين الأمراض وكل من العوامل الجينية والعوامل البيئية المحفزة لها، أو "الأمراض متعددة العوامل" والتي يتخذها المؤتمر موضوعًا رئيسًا له.
 
فمن خلال114 بحثًا علميًامن 35 دولة حول العالم، يناقش المؤتمرالسكري والسرطانات والأمراض العصبية التطورية والإضطرابات الخلقية.كما ستكون الإستشارة الوراثية موضوعًا لورشة العمل التي سينظمها المؤتمر بالتعاون مع معهد سانغر الرائد في مجال علوم الوراثة البشرية.وقد حظي المؤتمر بمعادلة برنامجه العلمي بعدد 18 ساعة تعليم طبي مستمر من وزارة الصحة الإماراتية.
 
وفي ختام كلمته توجه معالي حميد القطامي بالشكر للبروفيسورأنتوناراكيس رئيس منظمة الجينوم البشري، والبروفيسور مكارثي والبرفيسور فيرلو والبروفيسور السير برن.كما شكر الأساتذة علماء الوراثة من المملكة العربية السعودية الشقيقة لمشاركاتهم العلمية القيمة في هذا المؤتمر، وأعضاء المجلس العربي للدراسات الجينية لدعمهم الدائم لأنشطة المركز.
 
ثم ألقى البروفيسور ستاليانوس أنتوناراكيس رئيس منظمة الجينوم البشري كلمته والتي أكد من خلالها على دعم المنظمة للمؤتمر العربي السادس لعلوم الوراثة البشرية، مشيرًا إلى ثقته في أن المستوى العلمي الرفيع للمؤتمر من شأنه أن يدفع الطب الجينومي في العالم العربي ككل قدمًا. 
 
كما أشار إلى الأهمية التي يكتسبها المؤتمر وذلك لأسباب عدة من بينها المكانة الهامة التي سوف يتبوأها الطب الجينومي في الممارسات الطبية مستقبلاً، خاصة وأن التعددية الشكلية في الجينوم البشري هي المحدد الرئيس لقابلية الإصابة بالأمراض إلى جانب العوامل البيئية. 
 
وقال أن خبراء الطب الجينومي يستندون إلى قاعدة معرفية صلبه إلى جانب خبراتهم في هذا المجال. فكما يقوم الأطباء في كافة التخصصات الطبية بمعالجة مرضاهم، فإن اختصاصي الجينات يتعاملون مع الجينوم البشري ككل وهو مجالمعقد ومثير للاهتمام في الوقت ذاته. وعلى الرغم من أن الجينوم الطبي مقتصر في الوقت الحالي على الجزء المشفر للبروتين،فذلك بالتأكيد سوف يتغير مستقبلاً ليشتمل على كافة الأجزاء الوظيفية للجينوم.
 
كما أكد البروفيسور ستاليانوس على ضرورةإجراء تحديد تسلسل الدنا لدى كافة المجموعات السكانية والعرقية الموجودة حول العالم وذلك من أجل التوصل الى فكرة واضحةعن التعددية الجينية وعلاقتها بتعدد الأنماط الظاهرية. فالتسجيل الدقيق والموسع للأنماط الظاهرية ضروري جدا من أجل‏ دراسة اقترانها بالأنماط الجينية المتعددة. 
 
وأشار إلى أن زواج الأقارب قد كان وسيلة ضرورية لدراسة كامل طيف الأمراض الوراثية المتنحية في البشر، مؤكدًا على أهمية المشروعات العلمية المشتركة على مستوى العالم لفهم هذه الأمراض ودراستها. 
 
وفي ختام كلمته تحدث عن الطب الجينومي ودوره الهام في إحداث تطور جذري في تشخيص الأمراض المندلية والسرطانية وفي توفير المعلومات عن التغيرات الجينومية في الخلايا الخبيثة، من أجل إيجاد استراتيجيات علاجية جديدة لها.         
 
وأختتم حفل الإفتتاح بعرض فيلم قصير حول أنشطة المركز العربي للدراسات الجينية وإنجازاته على مدار أكثر من 12 عامًا، لتبدأ بعد ذلك فعاليات الجلسة العلمية الأولى بالمؤتمر والتي كان موضوعها السكري والإضطرابات الأيضية، والتي استهلت بمحاضرة رئيسة للبروفيسور مارك ماكارثي الأستاذ في جامعة أكسفورد تحدث خلالها عن استخدام علوم الوراثة والجينوميات في البحث عن المعلومات البيولوجية لعلاج مرض السكري من النوع الثاني.
 
كما قدم الدكتور عبد الرزاق حمزة المنسق العلمي الأول بالمركز العربي للدراسات الجينية محاضرة رئيسة حول نتائج الدراسة التلوية التي أجراها المركز حول الأنماط الجينية للسكري من النوع الأول لدى العرب.
وفي محاضرة للدكتورة آنيته جيسنغ من الدانمارك طرح موضوع زيادة إنتشار أليلات المورثات ذات الصلة بالسكري الشبابي ذو البداية المتأخرة لدى المريضات اللاتي سبق وأن أصبن بسكري الحمل. كما ناقش الدكتور فاديم ستيبانوف من روسيا موضوع تحليل التعددية الشكلية في جينات البدانة لدى السكان على مستوى دول العالم وتحليل الاصل التطوري للسمنة.
 
وأختتمت الجلسة الأولى للمؤتمر بمحاضرة للباحثة الدكتورة هنده دجاج من دولة الإماراتحول تطبيق "تحليل نسبة الببتيد – سي في البول إلى الكرياتينين" كتشخيص تفريقي للسكري الشبابي ذو البداية المتأخرة لدى الإماراتيين.
كما شهدت فعاليات اليوم الأول للمؤتمرجلسة علمية حول وراثيات الاضطرابات التطورية العصبية والتي بدأت بمحاضرة رئيسة للبروفيسور آلان فيرلو من جامعة باريس السابعة حول التصنيفات الأساسية لصغر الرأس الأولي والقزامة مع صغر الرأس الأوَّلي.
 
ثم استعرض الدكتور غانيشواران موشيدا من الولايات المتحدة موضوع التنقيح الخلوي بواسطة CRISPR-Cas9 للحصول على نموذج خلوي لحالات الرأس الصغير. كما قدمت الدكتورةإرما جارفيلا من فنلندة محاضرة حول تحديدتسلسل الاكزوم بالكامل في الحالات المفردة من الأمراض الوراثية والطفرة في جين C12orf4التي تتسبب في حدوث الإعاقة العقلية ذات الوراثة الجسدية المتنحية اللامتلازمة.واستعرضالدكتور أندريه مكربنه في محاضرته موضوع الإضطرابات العصبية والعضلية وإعادة التأهيل.
 
واختتمت فعاليات اليوم الأول للمؤتمر العربي السادس لعلوم الوراثة البشرية بمحاضرة للدكتور محمد أنصاري من دولة الإماراتحول الحاسوبية لاستهداف تشكل الترسبات في اعتلالات السنيوكلين.