مركز كارتر

الجوائز العالمية

جائزة حمدان للمتطوعين في الخدمات الطبية والإنسانية
الدورة الثامنة للجوائز

التاريخ والأهداف:

تأسس مركز كارتر عام 1982، على يد الرئيس الأسبق للولايات المتحدة الأمريكية؛ جيمي كارتر، وزوجته، روزالين، بالإشتراك مع جامعة إيموري، لنشر السلام والرعاية الصحية في سائر أرجاء العالم. وكمؤسسة غير حكومية، يلتزم مركز كارتر بنشر التوعية بحقوق الإنسان وتخفيف معاناة البشر؛ وهو يسعى دائما إلى منع وقوع الصراعات وحلّها إذا وقعت، وتعزيز الحرية والديمقراطية، وتحسين الرعاية الصحية. ومع أن التفاصيل الخاصة بكل مشروع قد تختلف، إلا أن عمل المركز يستند إلى خمسة مبادئ أساسية:

  1. يركز المركز على الأفعال والنتائج. وبناء على البحث والتحليل الدقيقين، يتخذ المركز الإجراءات المناسبة في الوقت المناسب حول الموضوعات الهامة والطارئة.
  2. يسعى مركز كارتر للتفرد، فلا يكرر نفس الأعمال التي قامت بها المؤسسات الأخرى.
  3. يعالج المركز المشكلات الصعبة في المواقف الصعبة ويعترف بإمكانية الفشل ويرى أنها مخاطرة مقبولة.
  4. المركز مؤسسة غير حزبية، وتعمل كطرف محايد في حل النزاعات.
  5. يؤمن المركز بأن الأفراد يستطيعون تحسين حياتهم عند تزويدهم بالمهارات والمعرفة اللازمة، بالإضافة إلى إمكانية الحصول على الموارد الكافية.

ويتعاون مركز كارتر مع المؤسسات الأخرى، العامة والخاصة، في تنفيذ المهام التي يضطلع بها. وقد ساعد المركز على تحسين مستوى حياة العديد من الأفراد في اكثر من 70 بلدًا، من خلال حلّ الصراعات، وتعزيز الديمقراطية، وحقوق الإنسان، والفرص الاقتصادية، والوقاية من الأمراض، وتحسين الرعاية الصحية في مجال الصحة النفسية، وتدريب المزارعين على زيادة الإنتاجية.


الأنشطة والإنجازات

يعد المركز رائدًا في مجال مكافحة الأمراض والقضاء عليها، حيث يحارب ستة أمراض يمكن الوقاية منها، وهي دودة غينيا، والعمى النهري، والحثر (التراخوما)، وداء البلهارسيات اللمفاوية، وداء الفيلاريات، والملاريا – وذلك من خلال استخدام التثقيف الصحي والوسائل البسيطة منخفضة التكاليف. ويسعى المركز كذلك إلى تطوير إمكانية الوصول إلى الرعاية الخاصة بالصحة النفسية. وقد تمخضت هذه الجهود عن نجاحات عدة في سياق تغلب الدول ذات الموارد المحدودة على انتشار الأمراض، والوصول لتقديم الرعاية الصحية بشكل أفضل. ولأن المجتمعات غالبًا ما تتعرض للإصابة بالعديد من الأمراض معًا، فإن المركز يعتبر رائدًا كذلك في التوجهات الصحية العامة لمعالجة الأمراض المتعددة بفعالية ونجاح في وقت واحد.

يولي المركز في عمله قدرًا كبيرًا من الاهتمام على بناء نوع من الشراكة بين الوكالات الدولية، والحكومات، والمنظمات غير الحكومية، والشركات، والوزارات الوطنية للصحة، وقبل كل شيء، مع الأفراد العاديين. تساعد هذه الشراكات الأفراد على الحصول على الأدوات والمعرفة والمصادر التي يحتاجون إليها لتحسين حياتهم، وبناء عالم يعمه السلام والصحة الجيدة.

وفيما يلي، موجز للإنجازات التي حققها المركز، وذلك من خلال البرامج التالية:


برنامج مكافحة دودة غينيا:

يقود مركز كارتر حملة مشتركة تمكنت من خفض معدلات الإصابة بمرض دودة غينيا؛ من حوالي 3.5 مليون حالة في 21 دولة في عام 1986 إلى أقل من 150 حالة في أربع دول في الوقت الحالي، وتهدف المبادرة إلى جعل مرض دودة غنيا رابع مرض يتم اجتثاثه منذ القضاء نهائيًا على مرض الجدري. وقد ساعدت الحملة على تأسيس أنظمة تقديم رعاية صحية في القرى لتشمل آلاف المجتمعات التي أضحى لديها الآن شبكات عمل من الموظفين والمتطوعين في مجال الصحة لتقديم التعليم الصحي وتوفير التدخلات الوقائية اللازمة ضد الأمراض الأخرى أيضًا.


برنامج اجتثاث العمى النهري:

وزع المركز أكثر من 170 مليون جرعة علاجية للمرضى منذ بدء البرناج في عام 1996، حيث ساعد وزارات الصحة في 10 دول داخل قارة إفريقيا، والأمريكتين. وفي عام 2001 أصبحت كولومبيا هي الدولة الأولى التي تجتث مرض العمى النهري في داخل حدودها بمساعدة الدعم المقدم من مركز كارتر. وقد تمكن البرنامج من إيقاف انتشار مرض العمى النهري في ثمانية مناطق موبوءة من أصل 18 منطقة موبوءة في أوغندا، وكذلك في منطقة أبو حمد، بالسودان.


برنامج مكافحة الحثر:

يعمل المركز حاليًا في ست دول إفريقية للقضاء على الحثر المسبب للعمى من خلال تطبيق استراتيجية "سيف" المعتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية لمكافحة الحثر. وكجزء من استراتيجية "سيف"، فإن مركز كارتر يساعد وزارات الصحة على تدريب الجراحين، وإدارة حملات العلاج، التي قدمت ما يزيد على 100 مليون جرعة من الازيثرومايسين، وتقديم التدريب الأساسي اللازم لمنع انتشار المرض في أكثر من 7,900 قرية، ومساعدة المجتمعات المحلية في بناء ما يزيد على 2.9 مليون مرحاض صحي.


برنامج مكافحة الملاريا:

كانت منطقة أمهره في إثيوبيا هدفًا لجهود مركز كارتر للوقاية من الملاريا؛ وتجلى ذلك في توزيع ما يقارب الـ6 ملايين ستارة سرير محمّلة بمضادات الحشرات مما نجم عنه انخفاض كبير في انتشار الملاريا من 4.6 بالمائة في عام 2006 إلى 0.8 بالمائة في 2011. وعمل مركز كارتر على توسيع برنامجه ليشمل نيجيريا. وقد ساعد المركز على توزيع نحو 14 مليون ستارة سرير محمّلة بمبيد الحشرات في إثيوبيا ونيجيريا خلال عام 2012.


برنامج اجتثاث داء الفيلاريات اللمفاوي:

بدأ هذا البرنامج في عام 2000، وقد ساعد المركز على توزيع نحو 33 مليون جرعة علاجية خلال الـ11 عامًا الأولى من عمر البرنامج. وقد عمل البرنامج على إيقاف انتشار المرض في نيجيريا، كما حقق نجاحًا كبيرًا في إثيوبيا وهاييتي وجمهورية الدومينيكان.


برنامج مكافحة داء البلهارسيات:

يقدم المركز التعليم الصحي والعلاج من داء البلهارسيات في الولايات النيجيرية التالية؛ بلاتو، ودلتا، وإيدو، وناساراوا. وبدءًا من عام 2011، ساعد البرنامج في توفير ما يزيد على ستة ملايين جرعة برازيكوانتل، تم تقديم معظمها بين عامي 2008 و2011، كما يستمر البرنامج في توفير العلاج لنحو مليون نسمة كل عام. ونتيجة لذلك، حدث انخفاض في البول الدموي بنسبة 94% و88%، وهو العرض الأولي للمرض، بين الأطفال في ولايتي بلاتو وناساراوا، على التوالي.


برنامج الصحة النفسية:

يعمل مركز كارتر من خلال هذا البرنامج الذي تقوده روزالين كارتر، على تطوير الوعي بموضوعات الصحة النفسية، وتعميم المعلومات الخاصة بهذا المجال بين الأفراد والجهات المسؤولة عن وضع سياسات الحكومات وتطوير الرعاية الخاصة بالصحة النفسية. ففي ليبيريا، بعد الحرب الأهلية اقتصرت الرعاية الخاصة بالصحة النفسية على الخدمات التي يقدمها طبيب نفسي واحد لكافة البلاد! وفي هذا السياق عمل المركز على تدريب ما يزيد على 100 طبيب نفسي لخدمة 3.8 مليون ليبيري في كافة المقاطعات البالغ عددها 15 مقاطعة عام 2011.


برنامج السلام:

عمل مركز كارتر على مراقبة 94 انتخابًا في 37 بلدًا، من أجل المساعدة على تأسيس وتعزيز الديمقراطية. ومن بين المناطق التي أشرف فيها مركز كارتر على الانتخابات؛ فلسطين ولبنان، ومصر، وتونس، وليبيا، والتصويت التاريخي على الاستقلال في السودان. ويقوم المركز بالعديد من الأنشطة من أجل تعزيز حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، حيث تتضمن تلك الأنشطة استضافة المنتديات السنوية لسياسات المدافعين عن حقوق الإنسان، من أجل مناقشة الموضوعات التي تؤثر على التمتع بحقوق الإنسان، مع العمل عن كثب مع المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، واعتماد المحكمة الجنائية الدولية، والعمل على تعزيز حقوق الإنسان لدى المجموعات الأساسية المنافحة عن حقوق الإنسان في جمهورية الكونغو الديمقراطية والمناطق الفلسطينية. وكمؤسسة غير حزبية وغير حكومية، يعمل مركز كارتر على الحد من الصراعات، وبناء السلام المستدام، من خلال قدرة المركز على الوصول إلى قادة العالم، وتمتعه بالخبرة في الوساطة، والمفاوضات، وبناء السلام. وعلى مدار ما يقارب 15 عاما، ساعدت مبادرة المركز بشأن الوصول العالمي إلى المعلومات على الدفع قدمًا بعملية مرور وتطبيق وتنفيذ الوصول إلى المعلومات والشفافية بشأن تلك المعلومات في الأمريكتين وإفريقيا والصين. ومن خلال برامجه، يقدم مركز كارتر المساعدة الفنية للمشرّعين والمدافعين عن المجتمع المدني، ويحث على بدء الحوار بين المجموعات المتنازعة، وتقديم أي مواد نشر لتوزيعها على الجمهور.


برنامج المنح الدراسية:

على مدار تاريخ برنامج المنح الدراسية الذي يمتد 20 عامًا، قام مركز كارتر بتقديم 2,000 منحة دراسية لتقديم الخبرات الإضافية للمشاركين الذين يتخصصون في العمل في إدارات الدولة. وخلال العام الماضي فقط، قدم مركز كارتر فرص عمل في مجال البحث والإدارة لنحو 90 دارسًا من جميع أنحاء العالم، منهم ستة من دول مجلس التعاون الخليجي.

يستمر الالتزام طويل الأمد للرئيس كارتر ولمركز كارتر بتخفيف معاناة البشر من خلال تقديم الخدمات التطوعية للمجموعات السكانية التي تتعرض لظروف استثنائية. ويكرس الرئيس كارتر وروزالين كارتر وقتهما مباشرة لتوجيه الأنشطة التطوعية في مشاريع تنتشر في كل أنحاء العالم، بما في ذلك مشاريع دعم حقوق الإنسان، وتطوير الممارسات الزراعية، ومكافحة الأمراض. ولهذه الغايات يوجه مركز كارتر الموارد التي بحوزته إلى البلاد التي تحتاجها بشكل سريع وبكفاءة عالية.

وفي ضوء هذه الدلائل المهمة على مساهمات مركز كارتر، وكذلك النجاح الباهر الذي حققه في برامجه الصحية التطوعية، مثل برنامج مكافحة دودة غينيا، فإنه يستحق - عن جدارة - الحصول على جائزة حمدان للمتطوعين في مجال الخدمات الطبية والإنسانية للدورة 2013 - 2014.