الدكتور براكاش و الدكتورة السيدة منداكيني أمتي

الجوائز العالمية

جائزة حمدان للمتطوعين في الخدمات الطبية والإنسانية
الدورة السادسة للجوائز
التفاصيل الشخصية و الخلفية الأكاديمية:
 
يعد الدكتور براكاش أمتي وزوجته الدكتورة منداكيني من الأطباء المحترفين. الدكتور براكاش هو إبن مالديهار ديفداس المعروف بإسم بابا أمتي، و هو واحد من أهم العاملين الإجتماعيين الأسطوريين في الهند. أتمت الدكتورة منداكيني دراساتها العليا في مجال التخدير في كلية الطب الحكومية( GMC) في ناجبور، حيث تعرفت على الدكتور براكاش ووقعت في حبه عندما كان الدكتور يتم دراساته العليا بمجال الجراحة العامة بنفس الجامعة.
 
إجتمع الإثنان لأول مرة في مسرح العمليات حيث نمت بينهم الصداقة التي تطورت إلى زواج في كانون الأول عام 1974م، و هو العام الذي عانت فيه ولاية مهاراشترا في غرب الهند من مجاعة شديدة. إحتوى العرس على جميع الطقوس الدينية و لم تحتوي مأدبة العرس على اية حلوى و لكن بورك العروسين من قبل أهل عنندوان، المنطقة التي تمثل موطن مرضى الجذام و المرتطبة بإسم والده. بعد إنتهاء العرس توجه العروسان لغابة بمراغاد العذراء المعزولة عن العالم حتى في أفضل فصول السنة بسبب الانهار العديدة التي تعبر خلال الغابة الكثيفة.
 
وخلت الغابة من الطرق المعبدة، و وسائل الترفيه و الإتصال كما لم يملك الزوجين مكانا للإقامة.و في اذار عام 1974م احتاج مشروع لوك براداري براكالب -الذي بدأه بابا امتي- لطبيب، فقرر الدكتور براكاش ترك دراسته في منتصفها للانخراط في المشروع، كما انضمت إليه الدكتورة منداكيني بعد استقالتها من عملها كمحاضرة في علم التخدير بجامعة ناجبور الطبية.
 
و شعر بابا أمتي بسعادة غامرة لإنضمام ابنه وزوجته لمشروعه مما أتاح له فرصة العودة إلى عنندوان.
 
كما تواجد أربع متطوعين و عدد قليل من مرضى الجذام المتعافين لمساعدة الدكتور و زوجته بتنظيف منطقة الغابة لبناء منازل للسكان. و استوحى الدكتور براكاش أمتي إلهامه من مجد والده و الدكتور آلبرت شويتزر وأسس برنامج لوك برادراي براكالب للقبائل المعزولة في غابات مقاطعة كدشيرولي بعام 1973م. و على الرغم من إفتقار المنطقة للطرق المعبدة، والكهرباء و التجهيزات اللازمة وكونها منعزلة عن حياة المدينة لمدة ستة أشهر في السنة، فقد عمل الدكتور والسكان المحليين بجهد كبير لتطوير الخدمات الصحية والتعليمية لقبائل المنطقة.
 
و في عام 1993م صادفت زيارة الزوجان الفرنسيان جريت وغاي برذليمي الذين عملا في الغابات الأفريقية مع الدكتور آلبرت شويتزر -الفائز بجائزة نوبل للسلام- لعنندوان و هيمالكسا. و تأثرا بشدة بالعمل الذي انجزه الدكتور براكاش و منداكيني أمتي ولقبوهم بثنائي شويتزر الهند.
 
الفوائد و الخدمات الإجتماعية:
 
وفر الدكتور براكاش والدكتورة منداكيني خدمات طبية مجانية للقبائل في مناطق الغابات المعزولة عن الحضارة والمتناثرة في وسط الهند. و يعتبر عمل الدكتور وزوجته باعث على الإلهام و جدير بالثناء لمساعدتهم في تقديم المساعدات الطبية للمحرومين المنبوذين إجتماعيا الأقل حظا و كذلك المهملين و الفقراء الأميين في المجتمع. كما إستنجدت القبائل التي تعاني من سوء التغذية ومن الإصابات الناتجة عن الحيوانات البرية و الذين هم بحاجة ماسة لجراحة العظام و ما إلى ... ذلك بالدكتور وزوجته لعدم توفر مساعدات أخرى. كما وفر الثنائي معالجات لأكثر من 40,000 مريضا سنويا. كما قام الكثير من المرضى من 1,000 قرية منتشرة على مساحة ثلاث ولايات (أندهرة براديش، ماهارشترا و شاتيسكار) البالغة مساحتها قرابة 200 كيلومترا مربعا بزيارة المكان. و لا يزال المستشفى فاتحاً أبوابه طوال اليوم لمعالجة الحالات الطارئة. منذ عام 1980م و أمتي يدير بنجاح محكمة غير رسمية تدعى بلوك ادالات(أي محكمة الشعب) الواقعة بنفس منطقة لوك بيراداري براكالب، حيث تحل الخلافات والمنازعات المختلفة ما عدا جرائم القتل, بطرق سلمية و بوفاق يتناسب مع العادات والتقاليد.
 
المبادرات الاجتماعية:
 
تقع قرية هيمالكاسا للقبائل المعزولة في أعماق قلب الهند، حيث تساعد الدكتورة منداكيني نساء القبائل بالتعامل مع المعتقدات السائدة حول الرعاية الطبية، بينما يعرف الدكتور براكاش بعمله الطبي مع الأمراض والإصابات البليغة مثل الحروق و عضات الدببة، كما يرعى الحيوانات البرية المنقذة من قبل سفينة أمتي لحماية الحيوان. و في عام 1976م قام صندوق الدعم السويسري بتقديم المعونات السخية التي ساعدت مشروع لوك بيراداري براكالب في بناء الأحياء السكنية و المستشفيات والمدارس. لاحقاً، قامت منظمة اوكسفام ومنظمة المساعدات الفعالة بتغطية النفقات المتكررة للمشروع لمدة تسع سنوات متتالية (1978م -1987م). كما تقدم الدكتور جاغاناث واني من منظمة  ماهاراشترا سيف سميتي الكندية (MSSO) ببناء أحياء سكنية للأطباء و نزل للبنات إضافة إلى مبنى دراسي مع اثنى عشر قاعة دراسية.
 
كما قام جول اسناني الأمريكي بتقديم منحة روتري العالمية للطب البديل للمستشفى لمدة خمسة اعوام. كما قام العديد من الزوار و الأصدقاء و ذوي النوايا الحسنة بالتبرع للمشروع بسخاء.
 
الشبكة الرابطة:
 
عاش ميراث بابا أمتي من خلال العمل الشاق الذي قام به ولديه وزوجاتهم وبطريقتهم الخاصة قاموا بتطوير آفاقه. يقوم الدكتور فيكاس أمتي بإدارة ماهاروجي سيوا سميتي (MSS) و تنظيم العمليات بين عنندوان و مشاريع الأقمار الصناعية؛ أما زوجته الدكتورة بهاراتي أمتي فتعمل على إدارة المستشفى بعنندوان. كما يقوم الدكتور براكاش أمتي وزجته الدكتورة منداكيني أمتي بإدارة المدرسة والمستشفى بهيمالكاسا. عملت عائلة أمتي مع قبائل ماديا جوند في بهمرجره، في مقاطعة قدشرولي المهرشترية منذ السبعينات. و منذ ذلك الحين و هم يعملون بنجاح على مساعدة قبائل ماديا جوند على التكيف الاجابي مع الهند الحديثة من خلال تقديم التعليم و المداواة و العديد من البرامج الرحيمة.
 
في عام 1973م قام بابا أمتي العامل الإجتماعي الأسطوري بتطوير مشروع لوك براداري بركالب (LBP) المتفرع  من مشروع ماهروجي سيوا ساميتي (MSS) في واروارا لتطوير ماديا جوند التي تحتوي على قبائل بهمراجاد البدائية في مقاطعة قدشيرولي بماهاراشترا في الهند. كما إنضم للمشروع أولاد الدكتور براكاش و منداكيني الأطباء ديجانت و أنيكت وزوجاتهم.
 
اكتسبت برامج رعاية القبائل MSS بالإعتراف الدولي لمحافظتهم على حضارة القبائل في الهند المهددة بالإنقراض بسبب التقدم الحضاري والتنمية والمرض.
 
و منذ إنشاء مشروع لوك براداري بركالب(أخوية الشعب) في عام 1973م وهو يهتم بقبائل ماديا جوند المعزولة عن العالم الخارجي. و في هذا المشروع خصوصاً تم إعطاء الأولوية القصوى للرعاية الصحية. انشأت ست مراكز صحية فرعية في وسط الغابات الداخلية المعزولة جغرافياً عن المستشفى الرئيسي المتفرع منه ثلاثة مستشفيات.
 
عانى المشروع في السنوات الأولى من صراع جسيم بسب الظروف بالغة الصعوبة المحيطة بالغابات الكثيفة و النائية. و قد تطور المركز منذ انشائه في عام 1973م إلى مستشفى مزود بأحدث التجهيزات مع 40 سريراً والقدرة على الإعتناء بأكثر من 45,000 مريضاً سنوياً. و تقع المستشفى في هيملكاسا في وسط الغابة الكثيفة، حيث يتمتع مرضى قبيلة ماديا جوند بالراحة في التعافي بعد علاجهم.
 
و تشعر القبائل بإحترام بالغ تجاه منشئي هذا المشروع حيث تفضل التوجه للمشروع فضلا عن المستشفيات الحكومية حتى إذا عنى ذلك السير على الأقدام لمسافات طويلة تصل إلى 100 كيلو متر حاملين مرضاهم على حمالات عادية مصنوعة على الطراز الهندي القديم. و تستمر رحلة المشي الى هيمالكاسا قرابة الثلاثة إلى أربعة أيام.
 
تم بناء مدرسة سكنية (تضم من الصف الأول وحتى الصف الثاني عشر) لأطفال القبائل في عام 1976م والتي تقدم التعليم المجاني لحوالي 650 طالبا. كما يتم توفير النزل، السكن الداخلي، و المرافق الداخلية و يتم توفير المواد الدراسية المعفية من الرسوم. و فضلاً عن تقديم التعليم الأكاديمي،
 
يتم توفير التدريب والتوجيه المهني الذي سيفيدهم في الحياة اليومية مثل التدريب العملي في الزراعة و انتاج البذور، إنتاج الألبان، حرف الخيزران اليدوية، فن الخزف، بطاقات المعايدة، الخياطة، الصحة والتعليم .. الخ.
 
تهدف هذه البرامج إلى المحافظة على هذه القبائل وبذل جهود عديدة لنشر الوعي لفهم الواجبات والحقوق الإجتماعية من خلال الحوارات والانفتاح الإجتماعيين. كما أتم الدكتور ديجانت وأنيكيت تعليمهم المدرسي في هيملكاسا.
 
وقد تم تشكيل ملجأ صغير في هيملكاسا لحماية الاطفال اليتامى وإبعادهم عن الحيوانات البرية والقتل الوحشي. و تضم دار الأيتام واحد من أكبر تجمعات أنواع الحيوانات البرية في البلاد والعالم. و العاملين في مجتمع هيملكاسا يعيشون في توافق تام مع تنوع كبير من الحيوانات البرية المتواجدة في هذه الغابة الكثيفة الهادئة. و تتضمن محمية أمتي للحيوان و مركز الايتام المنقذ في هيملكاسا على النمور، الدببة، الأفاعي، الغزلان، الخنازير البرية والتماسيح.
 
الجوائز وألقاب الشرف:
 
سيراً على خطى والده، حاز الدكتور براكاش برفقة الدكتورة منداكيني على جائزة رامون مجسايساي لقيادة المجتمع. كما حاز الثنائي على جائزة مجسايساي المرموقة في عام 2008م وفي السنوات الماضية نال الثنائي عدة جوائز دولية وعالمية لعملهم الإيثاري. و في عام 1995م اصدرت امارة موناكو طابعا بريديا تكريماً لجهود الدكتور براكااش ومنداكيني في الحياة والعمل كما فعلوا بالمثل للدكتور آلبرت سشويتزر في عام 1955م. و كانت هذه المرة الثانية فقط الذي قامت فيها امارة موناكو بإصدار طابع بريدي لأجنبي تكريما لعمله الخيري. حيث قام السيد جاي والدكتورة جريت برثيليمي الذين عملا مع الدكتور سشويتزر في بداية الخمسينات بزيارة المشروع بعام 1992م،
 
حيث نقلوا إلى هيملكاسا من افريقيا المكان الذي عملو فيه مع الدكتور سشويتزر لمقارنة الظروف.و في عام 1954م، حصل الدكتور سشويتزر على جائزة نوبل وتقديراً له قامت امارة موناكو بإصدار طابع بريدي بإسمه. بعد ذلك ناشد الثنائي الفرنسي إمارة موناكو بإصدار طابع بريدي لتكريم عائلة أمتي، وأدى ذلك إلى إصدار الطابع في عام 1995م. و ساعد هذا الفوز الثنائي الهندي بكسب الصداقات في داخل الدولة و خارجها.
 
إن العمل بنكران ذات عالية للدكتور براكاش أمتي و الدكتورة منداكيني أمتي والاشتراك مع المنظمات التي تساعد على تحسين الظروف الإجتماعية للموطنين الاصليين في الهند والجهود الفعالة المبذولة للوصول إلى الأفراد المحتاجة في المجتمع الهندي النائي غدت محط إعجاب.
وتقديراً لهذه الأعمال الجليلة يستحق الدكتور براكاش أمتي و الدكتورة منداكيني أمتي جائزة حمدان للمتطوعين .في الخدمات الطبية والانسانية للدورة 2009-2010 .