قسم علم النفس السريري والطب النفسي - المركز الطبي التابع لمستشفى سانت جورج الجامعي، لبنان

جوائز الوطن العربي

جائزة حمدان لأفضل كلية / معهد / مركز طبي في العالم العربي
الدورة السادسة للجوائز
تاريخ المستشفى وخدماته:
 
يعتبر قسم علم النفس السريري والطب النفسي جزءاً من المركز الطبي التابع لمستشفى سانت جورج الجامعي الذي يعد مركزاً طبيا أكاديمياً غير ربحي ٬ وتعود ملكية هذا المركز للأبرشية الأوروثودكسية في بيروت ٬ كما أن لديه انتماءاً أكاديمياً مع جامعة البلمند. ومنذ عام ٬1878 يعمل هذا المستشفى كمستشفاً خيري مُسَخَراً لخدمة المجتمع. أما اليوم ٬ فقد أخذ هذا المستشفى بالنمو إلى حدٍ كبير حتى أصبح مؤسسةً للرعاية الصحية ٬ تعمل على توفير الخدمات الطبية للمجتمع سواء للمرضى المراجعين في العيادات الخارجية أو للمرضى النزلاء في المستشفى على حدٍ سواء. كما تعهد هذا المستشفى بإعادة بناء المجتمع فيما يتعلق بمجالات الرعاية الصحية والتعليم والبحث العلمي ، متحدياً كل الصعوبات التي قد تعترضه في سبيل تحقيق ذلك.
 
ابْتَدَأت قصة هذا المكان في عام 1878 عندما تبرع بانويوت فاخوري، وهو عضوٌ في الطائفة الأوروثودكسية،بغرفتين من منزله الواقع في منطقة الجيمايزا وذلك من أجل استخدامها كعيادة ونزلاً لادخال المرضى.وفي عام ٬1883 أُنْشِىء مستشفى مكوناً من ست غرف وذلك لمواجهة العبء الكامن في عدد المرضى المتزايد. وعَمِلَ دون كلل في هذا المستشفى ستة أطباء ٬ ثلاثة منهم كانوا مواطنين امريكيين عملوا تحت إشراف الدكتور كورنيليوس فان دايك الذي أسّس لاحقاً كلية الطب في الجامعة الامريكية ببيروت.
 
وفي عام 1913 ، شُيّد هذا المستشفى ﺑ 90 سريراً. وصودِر من قبل السلطات الفرنسية بين العامين 1919و 1923 . وخلال هذا الوقت كان يُستخدم هذا المستشفى كمركزٍ تعليمي تابعٍ لكلية سانت جوزيف الطبية الفرنسية. وخلال الثلاثينيات من القرن المنصرم ٬ قامت إدارة المستشفى بزراعة الخضروات وتربية الماشية والدواجن في قطعة أرض مجاورة لتوفير إمدادات غذائية منتظمة للمرضى ٬ متغلبةً بذلك على الاكتئاب الذي كان سائداً في تلك الفترة.
 
وقد اخُضِع هذا المستشفى مرةً أخرى للتوسيع ٬ لتلبية ارتفاع الطلب على الرعاية الصحية الناتجة من تدفق المرضى بصورةٍ أكبر بكثير عن السابق. وفي عام ٬1966 تم الانتهاء من إعداد الخدمات والمرافق اللازمة 275 سرير.واستمر استخدام هذه المرافق حتى شهر يونيو من عام 2005 . وقد تم تأمين الأموال اللازمة لتشييد المستشفى الجديد من قبل الكنيسة وذلك من خلال بيع الأراضي والتبرعات السخية. وعلى الرغم من الفترة العصيبة التي مرت بها البلاد من صراعاتٍ داخلية وحروبٍ أهلية خلال فترة السبعينيات من القرن المنصرم ٬ إلا أن مستشفى سانت جورج لم يغلق أبوابه مطلقاً في تلك الفترة. إذ جاءت أوقاتٌ كانت تُجرى فيها العمليات الجراحية في الممرات بسبب ضيق المكان. كما شَهِدَ المستشفى بين عامي 1984 و 1987 مرحلة كفاحية ناضل خلالها من أجل توفير مستوى عالٍ من الرعاية الصحية بصورةٍ مستمرة. وخلال هذه السنوات أصبحت ثلاثة خدمات رئيسية متاحة في المستشفى وهي: الأشعة المقطعية، وجراحة القلب المفتوح، وضمان الجودة.
 
وشهدت البلاد مرحلة من السلام عندما انهيت الصراعات في عام 1990 ، وأتاحت هذه الفترة الفرصة لإمكانية إدخال خدمات تكنولوجية حديثة مثل: مختبر الإخصاب، التصوير بالرنين المغناطيسي، وحدة زرع الكلى، وحدة الأوعية الدموية، وحدة قياس انخفاض الكثافة العظمية الناتجة عن مرض هشاشة العظام، مختبر علم البيولوجيا الجزيئية، ونظم الجودة للرعاية الصحية، والحصول على شهادة الأيزو للجودة، وتوفير التعليم الطبي لمرحلة الدراسات العليا (برنامج الإقامة) في كلية الطب وذلك بالتعاون مع جامعة البلمند. وفي شهر فبراير من عام 1998 وخلال مراسم كبيرة تم وضع حجر الأساس لتشييد مستشفاً جديد بمئتي سرير، وفي شهر يونيو من عام ٬2004 أصبح هذا المستشفى يعمل بكامل طاقته كمرحلةٍ أولى. وقد تم إضافة عدداً من الأجهزة والتقنيات التكنولوجية الحديثة مثل آلة تصوير الأسنان بطريقة البانوراما، جهاز تخطيط النشاط الكهربائي للعضلات، وجهاز قياس ديناميكا البول.
 
الفريق الوظيفي:
 
تُجرى الأبحاث في قسم علم النفس السريري والطب النفسي في مجالات تخصصية متعددة في بيئةٍ يسودها روح العمل الجماعي. ويضم فريق العمل البحثي مجموعة من الأطباء النفسيين، وعلماء النفس، والإحصائيين الأحيائيين، والمتخصصين في علم انتشار الأمراض والأوبئة، والمدرسين، والمرشدين الاجتماعيين، والممرضين، والأعضاء المدربين لإجراء المقابلات. ويتم التدريب على هذه الأبحاث في مقر المركز الطبي التابع لمستشفى سانت جورج الجامعي في منطقة الأشرفية ببيروت. ويوفر هذا المركز للمتدربين خدمات الحاسب الآلي كالمكتبة الالكترونية ومكتبة الطباعة. ويُجرى الجانب العملي من هذه الأبحاث في مناطق جغرافية مختلفة من لبنان، تبعاً لحاجة المشاريع الجارية.
 
ويُعتبر أعضاء قسم علم النفس السريري والطب النفسي رواداً في مجال الأبحاث الصحية النفسية في لبنان والعالم العربي كذلك ٬ ويظهر ذلك جلياً من خلال ما يقدمه أعضاء هذا القسم من تشجيعٍ على إجراء الأبحاث في مجال الصحة النفسية، ورفع مستوى الوعي العام والمشاركة في تحسين البرامج التدريبية والتثقيفية في مجال الصحة النفسية. في الواقع ٬ إنّ مجموعة الخبرات والتجارب التي اكتسبها أعضاء هذا القسم على مر السنين كانت واسعة وشاملة بصورة كافية لتضعهم في الطليعة بين رواد هذا المجال على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية. ولايقتصر دور خبراء الصحة النفسية في هذا القسم على كونهم خبراء فقط في المجال البحثي والمجتمعي ٬ بل يُعتبر هؤلاء الخبراء المصدر الحقيقي للصحة النفسية بما اكتسبوه من خبرةٍ كبيرة خلال سنوات طويلة امضوها في علاج المرضى. كما أن هؤلاء الخبراء على دراية ومهارة كافية لإيجاد الطرق الملائمة ذات التأثير الفعال القائمة على الأدلة والبراهين لنقل ما توصل إليه العلم لعامة المجتمع ونشره على نطاقٍ أوسع.
 
المرافق:
 
لقد أصبح قسم علم النفس السريري والطب النفسي مركزاً مرجعياً للحصول على خدمات الرعاية الصحية النفسية على الصعيدين الوطني وفي منطقة الشرق الأوسط. في الواقع، يعد قسم علم النفس السريري والطب النفسي من بين الأوائل في العالم العربي الذين يعملون على ادخال الطب النفسي إلى المستشفيات العامة. ويتعاون القسم مع العديد من الجهات الرائدة في هذا المجال في كافة أنحاء العالم مثل جامعة هارفارد وجامعة كاليفورنيا وجامعة ديفيس وجامعة ميشيغان في الولايات المتحدة الامريكية ٬ منظمة الصحة العالمية في جنيف، جامعة باريس ديكارت في فرنسا، جامعة فالنسيا ومستشفى مار دل في اسبانيا، جامعة ولاية نيويورك في ستوني بروك ٬ قسم الطب النفسي في كلية الصحة العامة بنيويورك ٬ جامعة طوكيو، الجامعة الصينية في هونغ كونغ في الصين ٬ وقسم الطب النفسي والأمراض النفسية والمركز الطبي في جامعة غروننغن في هولندا.
 
البرامج:
 
لقد أجرى خبراء الصحة النفسية في قسم علم النفس السريري والطب النفسي تقييماً لعناصر العبء النفسي ودراسةً حول الاحتياجات النفسية للشعب في لبنان بالتعاون مع كلٍ من كلية هارفارد الطبية في الولايات المتحدة الامريكية ومنظمة الصحة العالمية في جنيف. إذ كانت هذه الدراسة جزءاً من المسح الدولي  (WMH) الذي يدور حول دراسة الصحة النفسية في العالم والذي شمِل أكثر من 27 دولة حول العالم بما في ذلك لبنان لتكون أول دولة في الشرق الأوسط مشتركة في هذا الاستطلاع. وأجريت هذه الدراسة لتشمل كل أنحاء لبنان لتكون بذلك أول دراسة على مستوى لبنان تمثل المجتمع اللبناني بأكمله.
 
وتهدف هذه الدراسة إلى رسم ملامح أولويات الصحة النفسية في لبنان على أجندة نظم الرعاية الصحية وذلك من خلال التركيز على خطة متخصصة في مجال تحسين التصور العام للصحة النفسية ووضعها في موضعها الصحيح. وتعد النتائج التي تم توصل إليها من هذه الدراسة الوطنية واسعة النطاق في غاية الأهمية بالنسبة للمجتمع اللبناني والعالم العربي كذلك ٬ إذ استطاع ولأول مرة هذا القسم من استكمال قاعدة بيانات حول الصحة النفسية وكل ما يتعلق بمشاكل الصحة العامة وذلك من أجل الاستفادة منها في اتخاذ القرارات السليمة من قبل صانعي القرار.
 
ويعتبر قسم علم النفس السريري والطب النفسي مقصداً للتدريب الرسمي في العالم العربي في مجال الصحة النفسية الذي يعتمد على الوصايا التي خرج بها المؤتمر الدولي للتشخيص (WMH-CIDI) ويُستخدم هذا الأخير كوسيلة تشخيصية في البلدان اﻠ 29 المشاركة في المسح الدولي(WMH) وقد درب القسم بالفعل. فرقاً من المحترفين في مجال الصحة النفسية من كل من العراق، المملكة العربية السعودية، الأردن، قطر،وفلسطين (غزة والضفة الغربية) على هذه الوسيلة التشخيصية CIDI .
 
كما قام قسم علم النفس السريري والطب النفسي بتدريب طلبة الطب، وطلاب علم النفس (الحاصلين على سدرجة البكالوريوس أوالماجستير، أودرجة الدكتوراه أو درجة مابعد الدكتوراه)، وطلاب التمريض (المرحلة الجامعية وطلاب الدراسات العليا)، وطلاب الصيدلة، والمرشدين الاجتماعيين والمدرسين والمربين في عددٍ من الجامعات في لبنان وعلاوة على ذلك، قام أعضاءٌ من هذا القسم وأعضاءٌ من الفيلق الطبي الدولي (IMC)في لبنان بتدريب الأيدي العاملة في قطاع الرعاية الصحية الأولية من أطباء وممرضات وقابلات وذلك من أجل ادخال الرعاية الصحة النفسية على قطاع الصحة العامة. ويُمَكّن هذا التدريب المتدربين من تشخيص وعلاج الأمراض النفسية البسيطة والمعتدلة مثل القلق والاكتئاب، واضطرابات التوتر والشكاوي الغير مبررة طبياً، كما يُمكنهم من القدرة على توفير الرعاية الطبية الفورية والطارئة المتفق عليها في التعامل مع الاضطرابات العقلية الحادة والخطيرة.
 
الأداء:
 
يقوم أعضاء قسم علم النفس السريري والطب النفسي بإجراء الأبحاث العلمية في مجال الصحة النفسية والعقلية منذ عام 1982 . إلا أنهم واجهوا في ذلك الوقت واقعاً مريراً ٬ إذ لم يكن متوفراً آنذاك أية بيانات عن اضطرابات الصحة النفسية في لبنان ٬ ولا أي أدوات أو طرائق تقييمية لتقدير مدى انتشار هذه الاضطرابات على نطاقٍ واسع. والأهم من ذلك كله ٬ أن الحروب كانت تجتاح لبنان لسنواتٍ طويلة ٬ وكان آنذاك القليل مما يُعرف حول تأثيرهذه الحروب على الصحة النفسية للسكان.
 
وقد كرس أعضاء قسم علم النفس السريري والطب النفسي أنفسهم لخدمة قطاع رعاية الصحة النفسية في لبنان والعالم العربي كذلك. وتَكْمُن مهمتم في القيام والتشجيع على إجراء الأبحاث في مجال الصحة النفسية على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي ٬ فضلاً عن تقديم خدمات للمجتمع ورفع مستوى الوعي العام حول الصحة النفسية والاضطرابات العقلية. وباعتبار هذا القسم واحداً من المراكز الرائدة في مجال الصحة النفسية في الشرق الأوسط ٬ يوفر هذا القسم التدريب المتميز في مجال الصحة النفسية على الصعيد الإقليمي ٬ ويعمل على تنفيذ البرامج الاجتماعية بما في ذلك من خدمةٍ للمجتمع وحمايةٍ للفئات المعرضة للخطر.
 
وقد نمى قسم علم النفس السريري والطب النفسي بشكلٍ فعال حتى أصبح صرحاً طبياً يعمل على توفير الرعاية النفسية للنزلاء و للمراجعين من المرضى على حد سواء. إذ يعمل الفريق الطبي بأكمله من ممرضين وطلبة ومقيمين ومتدربين من الأطباء معاً من أجل تلبية احتياجات المرضى تحت إشراف العيون الساهرة من كبار الأطباء النفسيين وعلماء النفس.
 
وخلال السنوات الخمس الماضية، قام أعضاء هذا القسم باستقبال 3,955 زيارة مجانية من المرضى ٬فضلاً عن 9,070 زيارة قاموا باستقبالها بأسعار مخفضة. وبالإضافة إلى هذه الاستشارات الطبية مجانية الأجر، تولى أعضاء هذا القسم مهمة القيام بزيارة كبار السن في دور المسنين ٬ وكذلك زيارة ذوي الأمراض المنهكة مثل مرض الزهايمر ٬ الذين لا يستطيعون المجيء إلى العيادات.
 
الجوائز وشهادات التقدير:
 
حصل قسم علم النفس السريري والطب النفسي على منحٍ ماليةٍ قيمة من منظماتٍ علمية مرموقة بهدف إجراء الدراسات البحثية والمشاريع ٬ مثل مِنَح المفوضية الأوروبية من أجل بناء القدرات بين الأطفال اللبنانيين المعرضين للنزاعات المسلحة في عام ٬2009 و مِنَح الاتحاد الأوروبي والمنظمة الدولية للمعوقين من أجل دراسة تقييم الوضع النفسي للأطفال والمراهقين في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت في عام ٬2007 و مِنَح صندوق الأمم المتحدة للسكان من أجل تقييم احتياجات الصحة العقلية والنفسية والاجتماعية للمرأة في المناطق المتأثرة بالحرب في عام ٬2007 ومِنَح منظمة أوكسفام-كيبيك في كندا من أجل البرنامج العلاجي لتعليم الأمهات مهارات التعامل مع الأطفال الذين يعانون من مشاكل سلوكية في عام ٬2005 ومِنَح منظمة الصحة العالمية ٬ والمركز الفوغارتي الدولي في الولايات المتحدة الأمريكية ٬ والمعهد الوطني للصحة العقلية في الولايات المتحدة الأمريكية ٬ ودائرة الصحة العامة في الولايات المتحدة ٬ ووزارة الصحة العامة في لبنان ٬ ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة ٬ ومؤسسة الرؤية العالمية ٬ ومنظمة اليونيسيف (مكتب الأردن الإقليمي). كما فاز الفريق الطبي في قسم علم النفس السريري والطب النفسي على جائزة البحر المتوسط للطفولة لأفضل الممارسات الطبية في مجال الصحة ٬ تقديراً لجهودهم الحثيثة في مجال خدمة الطفل وضحايا الحروب. وقد تم اختيار قسم علم النفس السريري والطب النفسي من بين تسعين متقدماً من مختلف بلدان المنطقة وحول حوض البحر الأبيض المتوسط، بما في ذلك أوروبا.
 
و تقديراً لعمله الرائد في مجال أبحاث الصحة العقلية والنفسية، ولدوره في تعزيز وزيادة الوعي العام حول الصحة النفسية على مدى السنوات ٬ ولإعداده البرامج البحثية في الصحة النفسية. يستحق قسم علم النفس السريري . والطب النفسي وبجدارة جائزة حمدان لأفضل مركز طبي في العالم العربي للدورة 2009 -2010.