سلمى سالم الشرهان

جوائز دولة الإمارات العربية المتحدة

جائزة حمدان للشخصيات الطبية المتميزة في المجال الطبي بدولة الإمارات العربية المتحدة
الدورة السادسة للجوائز
التفاصيل الشخصية:
 
إسمها هو "سلمى سالم الشرهان" وهي من مواليد الأول من حزيران عام 1939م بإمارة رأس الخيمة. سلمى سالم الشرهان أسطورة في دولة الإمارات العربية المتحدة وهي خدمت الآلاف من الناس من خلال تفانيها و عملها الشاق في مجال الرعاية الصحية. لقبت في الوطن العربي باسم "فلورنس الإمارات" تيمناً بالممرضة " فلورنس نايتيجل" التي أرست قواعد التمريض في العصر الحديث. لم تتزوج سلمى  الشرهان طوال حياتها بل وهبت نفسها لخدمة الناس وتخفيف معاناة المرضى, و أبدى لها رئيس الدولة المغفور له سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه - تشجيعه لها كما حث بنات دولة الإمارات العربية المتحدة على الإقتداء بها والإنخراط في العمل بمهنة التمريض تلك المهنة السامية.
 
الخلفية الأكاديمية:
 
لم تدرس سلمى الشرهان التمريض في معهد أو كلية للتمريض بل تتلمذت على يد أطباء كبار ساعدوها على فهم أصول المهنة والحصول على التدريب اللازم. قرارها في إتخاذ التمريض كمهنة كان قراراً ذو أهمية كبرى نظراً لقلة الأيدي العاملة النسائية الإماراتية في مجال التمريض في دولة الإمارات في الوقت الحالي. و حالياً، تمثل الأيدي العاملة الإماراتية حوالي 3% من الأيدي العاملة في قطاع التمريض. لقد بدأت حياتها العملية في عام 1955م عندما إختارها دكتور صيدلاني في إمارة رأس الخيمة لمساعدته في العمل بالصيدلية الوحيدة الموجودة بالإمارة في ذلك الوقت حيث قام بتدريبها على الأدوات المستخدمة في العلاج بالصيدلية. عملت سلمى الشرهان فيما بعد في عيادة تابعة للمجلس البريطاني كمساعدة لطبيبة بريطانية تدعى فيوز حيث تعلمت منها الكثير من أصول وقواعد مهنة التمريض.
 
 
إنتقلت فيما بعد للعمل في أول مستشفى في إمارة رأس الخيمة وهي مستشفى النخيل الذي إفتتحه المجلس البريطاني في عام 1961م لتقضي فيه أربعين عاماً من العمل والعطاء المتواصلين. إنها مواطنة إماراتية من الطراز الأول ولديها إيمان قوي بالرسالة السامية لمهنة التمريض وبدورها المحوري في خدمة الوطن .
 
المناصب المهنية:
 
لم يكن عملها كممرضة في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي أمراً بسيطاً عموماً في دولة الإمارات و خصوصاً في رأس الخيمة التي لم تكن متطورة كما هي اليوم. لقد شعرت بأن عليها أن تضحي بذاتها في سبيل راحة المرضى وشفائهم لصعوبة الحياة اليومية و عدم توفر الخدمات الصحية المناسبة في ذلك الوقت. فمع عدم توافر وسائل سهلة للمواصلات كان عليها الذهاب إلى منازل المرضى سيراً على الأقدام. و في بعض الحملات مثل حملة تطعيم الأهالي ضد مرض الملاريا كانت جولاتها في العديد من المناطق مثل الحيل والفحلين ومسافي تمتد إلى أكثر من أسبوع متواصل. لقد إشتهرت سلمى الشرهان بتلك الإبتسامة العذبة التي لا تفارق وجهها وصبرها اللا محدود اللذين جعلا لديها قدرة فائقة على تخفيف المعاناة النفسية التي يعاني منها غالبية المرضى الذين تقوم برعايتهم. كانت بمثابة الممرضة والقابلة التي يعتمد عليها أهالي المنطقة التي تسكن بها في إمارة رأس الخيمة فكثيراً ما كانت تستجيب لنداء الاهالي الذين يطرقون باب منزلها في ساعات متأخرة من الليل طلباً لمساعدتها في توليد نسائهم. تميزت بنزعتها الإنسانية وبالحنان الذي يملأ قلبها فكان لها مواقف إنسانية كثيرة لا تنسى. و استخدمت سلمى مهارتها في مجال التمريض لتوليد رضيع كانت حياته معرضة للخطر. فقد وُلد وهو في الشهر السابع وتوفيت والدته لدى ولادته كما أنه لا يوجد حاضنات في ذلك الوقت لرعاية المواليد الخدج. وقامت سلمى بإعداد حاضنة من الكرتون وجعلت في جدرانها ثقوباً للتهوية وفرشتها ببطانية لتدفئة المولود. كما أخذت على كاهلها رعايته والسهر على راحته فكانت تطعمه بتقطير الحليب الممزوج بعصارة التمر في فمه .
 
و بمرور الأيام تجاوز الطفل مرحلة الخطر وكتبت له النجاة ليعيش ويكبر ويتعلم ويصل لأرفع المناصب في الدولة وذلك دون أن ينقطع عن زيارة الإنسانة التي ساعدته ووقفت بجانبه أثناء أكثر لحظات ضعفه وقلة حيلته. و إيماناً منها بأهمية الإهتمام بالقطاعات الصحية داخل الدولة وخارجها فإن لها جهوداً هامة في المشاركة بالتبرع المالي لبناء المراكز والعيادات الصحية في بعض الدول مثل الصومال والهند وإندونيسيا.
 
الجوائز و شهادات التقدير:
 
كرمتها مستشفى النخيل بإمارة رأس الخيمة حيث وضعت صورتها في ردهة الإستقبال بالمستشفى لتكون أول شئ يراه القادمون للعمل أو للعلاج تقديراً لعملها بجد وإخلاص كممرضة في المستشفى لأكثر من أربعين عاماً.
 
ولذلك فإن سلمى الشرهان تستحق جائزة حمدان للشخصيات الطبية المتميزة في المجال الطبي في  دولة الإمارات العربية المتحدة للدورة 2009-2010. لمساهماتها بشكل عام و خصوصاً في مجال التمريض و لمساهماتها البارزة لدولة الإمارات كممرضة اماراتية لحوالي خمسة عقود .