هي جمعية دعوية تقوم بأعمال خيرية ، تتخذ من الكويت مقراً لها، ولكنها تتبع أسلوبا جديداً في عملها، يعتمد على مد يد العون إلى الشعوب الأفريقية التي تعاني من ويلات الظروف الاقتصادية والاجتماعية السيئة. 

 

أسس الدكتور عبد الرحمن السميط هذه الجمعية الخيرية في أول الثمانينيات بغرض مساعدة المجتمعات الفقيرة المسلمة وغيرها في القارة السوداء. 

 

منذ نشأتها عام (1981) تم تسجيل جمعية العون المباشر في الأمم المتحدة كهيئة إغاثة تعمل في أكثر من أر بعين دولة أفريقية. وقد كانت أول منظمة في العالم كله تبدأ بإغاثة الصوماليين في المجاعة الي ضربت البلاد عام 1991. حيث قامت الجمعية بإعد اد خطة لإعادة تأهيل المناطق المنكوبة تشمل توزيع قطعان من الأغنام والماعز للمربين، وتدريب النساء على الأعمال اليدوية التقليدية، والعمل على إعادة تأهيل بعض نقاط المياه الصالحة للشرب. 

 

وفي الجو الأفريقي القبلي المليء بالمشاحنات والاختلافات الداخلية، كان لا بد لضمان الاستمرار أن تبتعد الأعمال الخيرية عن السياسة، وهو ما أعلنه والتزم به القائمون على الجمعية منذ البداية، حيث اقتصرت أعمالها على الأعمال الخيرية، حتى أنها عندما بدأت في ديسمبر 2002 إنشاء مشروع للإذاعات يضم نحو 97 إذاعة، أعلن القائمون على الجمعية أن الإذاعات سوف تقتصر على تعاليم الإسلام ومبادئه والتثقيف الصحي والمجتمعي من دون الدخول إلى القضايا السياسية والخلافات الداخلية أو النزاعات القبلية. 

 

ولم يكن الطريق معبدا أو مفروشا بالورود، إذ قابلت الجمعية الكثير من المصاعب والمعوقات. منها ضعف الإمكانيات والتمويل والدعم للجمعية، في ظل الفقر الشديد والمجاعات التي تضرب البلاد الأفريقية باستمرار. إذ تعول الجمعية في تمويل أنشطتها على تبرعات المحسنين في دولة الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي ودول أخرى مختلفة. 

 

ولقد استطاعت الجمعية إنجاز عدد كبير من المشاريع كانت حصيلتها، بناء 124 مستشفى ومستوصف، وتوزيع 265 ألف طن من الأغذية والأدوية والملابس، وحفر 4250 بئراً ارتوازياً وآلاف الآبار في مناطق الجفاف التي يسكنها المحتاجون. بالإضافة إلى تنفيذ وتسيير عدة مشار يع زراعية على مساحة عشرة ملايين متر مربع، وإنشاء 8 مزارع كبرى. كما استطاعت جمعية العون المباشر بناء وتشغيل 214 مركزا لتدريب النساء، وتنفيذ عدد من السدود المائية في مناطق الجفاف ، وإنشاء 30 مخيما طبيا متخصصا لعلاج أمراض العيون للمحتاجين مجاناً للتخفيف من الموارد الصحية القليلة في إطار برنامج مكافحة العمى. كما استطاعت جمعية العون المباشر كفالة 10000 يتيما، وبناء 2150 مسجداً، ودفع رواتب 3288 داعية ومعلماً وموظفاً وفنياً وعاملاً يعملون في مكاتبها في إفريقيا شهرياً . كما استطاعت توزيع 6.5 مليون مصحفاً باللغات العربية واللغات الأفريقية، وترجمة وطباعة 7.5 مليون كتيب ب 22 لغة رسمية ومحلية.وقد تمكنت من بناء وتشغيل 204 مراكز ثقافية وعلمية ( كل مركز عبارة عن مدرسة+ مستوصف+ دار لتدريب النساء+ مركز للأيتام+ سكن+ مزرعة). كما استطاعت إنشاء 840  مدرسة+ ‏جامعتين يدرس فيها حوالى نصف مليون طالب أفريقي. ومن حصيلة مشاريعها أيضاً دفع رسوم الدراسة عن 95 ألف طالب ، وكفالة أكثر من ألف طالب للدراسات العليا، وتقديم 300 منحة دراسية للدراسات العليا وعقد ألوف الدورات التعليمية. 

 

بالإضافة إلى كل ما تقدم من إنجازات فإن الجمعية أقامت عدة جسور جوية للإغاثة من الكويت وجنوب أفريقيا ودول خليجية أخرى في المجاعة عامي 1984-1983 حيث قدمت أغذية وأدوية في مجاعة السودان والصحراء الكبرى بما يزيد عن 23 مليون دولار أمريكي. وفي عام 1992 قدمت الجمعية مساعدات بلغت 8.5 مليون دولار أمريكي لمحاربة المجاعة بالتعاون مع اليونيسف ومنظمات دولية أخرى. كما قدمت الجمعية مساعدات لولايات دار فور في غرب السودان تقدر قيمتها بمبلغ 3.2 مليون دولار. وتعمل الجمعية حاليا في دولة النيجر من خلال مكتبها، وبدأت في تقديم مساعدات إغاثية تقدر قيمتها حتى الآن بمبلغ مليون دولار أمريكي. 

 

وجمعية العون المباشر هي عضو استشاري عام في المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع لمنظمة الأمم المتحدة منذ عام 1998. وهي ذات صفة وحصانة دبلوماسية في عدد من الدول الأفريقية .بموجب اتفاقيات مع وزارات الخارجية في هذه الدول. 

 

إن جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية، تقدم كل التقدير لمؤسس هذه الجمعية الد كتور عبدالرحمن السميط أخصائي الجهاز الهضمي الذي آثر أن يترك العمل الطبي طواعية ويصبح أحد فرسان العمل الخيري ويذهب إلى مجاهل أفريقيا، لخدمة فقرائها ومحتاجيها، وليجسد مشروعاً خيريارائداً في مواجهة غول النقر، واستطاع أن يحقق الكثير من الأعمال للمحتاجين، فهنيئأ له لما قدمت يداه.

 

لهذه الانجازات ولما قدمته من خدمات إنسانية وطبية، تستحق جمعية العون المباشر الفوز بجائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية عن فئة جائزة حمدان للمتطوعين في الخدمات الطبية الإنسانية لعامي 2005-2006.