الدكتور جمعة خلفان بالهول

جوائز دولة الإمارات العربية المتحدة

جائزة حمدان للشخصيات الطبية المتميزة في المجال الطبي بدولة الإمارات العربية المتحدة
الدورة الأولى للجوائز

جوائز دولة الإمارات العربية المتحدة

الدكتور جمعة خلفان بالهول
جائزة حمدان للشخصيات الطبية المتميزة في المجال الطبي بدولة الإمارات العربية المتحدة
2000-1999

 

IDBelhoul

 

كان ميلاده في دبي عام 1942 .. درج فيها أيام طفولته وأول صباه، ودرس المرحلة الابتدائية في المدرسة الأحمدية. كانت مرحلة صباه على موعد مع طلائع ثورة يوليو العربية بتوجهاتها التحررية والقومية فكان من أوائل الذين حددت لهم معالم الطريق لمستقبل حياتهم .. انتقل لدراسة الإعدادي في قطر، ومن بعدها أكمل المرحلة الثانوية في الكويت. جاء التتويج لدراسته وتكوينه المعرفي والثقافي والقومي في مهد الثورة حيث تخرج في كلية الطب بجامعة القاهرة عام 1969 م.

 اختياره الطب نتيجة قناعة أملاها تفوقه في علم الأحياء وإصراره منه على التضحية بالهندسة التي اختير لدراستها في البدء. بعد التخرج كطبيب التحق بمستشفى آل مكتوم ليكون أول طبيب مواطن في المستشفى. إن هي إلا بضع سنوات من الخبرة ويكون له موعد مع تشكيل دولة الاتحاد ليصبح الدكتور جمعة وكيلاً لوزارة الصحة الاتحادية (1971- 1973). كان ذلك تحدياً كبيراً ومسؤولية عظمى اختير لها وأفلح فيها.

من بعد ذلك اختير ليكون مديراً عاماً لدائرة الصحة والخدمات الطبية بدبي عام 1974 م وظل يضطلع بأعبائها على مدى عقدين كاملين ( 1974 – 1994 ). السنوات العشرون هذه هي أخصب وأغنى مراحل دائرة الصحة والخدمات الطبية في دبي . وتمثل مراحل التأسيس والنضج والتطور الذي شهدته الدائرة... وهي في نفس الوقت ميادين العمل للدكتور جمعة من حيث سلامة التخطيط والانضباط الإداري والارتقاء بمستوى الأداء. سيرته الذاتية انعكاس لسيرة الدائرة والسيرتان متداخلتان ومترابطتان وتكملان بعضهما البعض.

‏الخدمات الطبية في إمارة دبي كانت تنطلق من المستشفيات التي تقدم الخدمات الضرورية للسكان شأنها في ذلك شأن كل الخدمات في الأقاليم الشبيهة. لكن الدكتور جمعة اخذ بمفهوم توفير الخدمات للسكان في أماكن أقامتهم تطبيقا لبرامج الرعاية الصحية الأولية. وما هي إلا فترة قصيرة وإمارة دبي تحتضن ١٨ ‏مركزا صحيا لتأمين الخدمات الطبية للسكان ... لكل في مكان إقامته مما يوفر الوقت والجهد ويرقى بمستوى الخدمات وفي نفس الوقت اعفاء المستشفيات لتؤدي رسالتها على الوجه الأكمل لكل المحتاجين مستثمرة الى أقصى حد كل الإمكانات المتوفرة.

‏من بعد المراكز الصحية واصل مشروعة التطوري بإنشاء مراكز لمعالجة مجموعات المرضى التي تؤلف بينها رابطة مشتركة مثل مركز رعاية المسنين ومركز الثلاسيميا بمستشفى الو صل ومركز الأخصاب وأطفال الأنابيب بمستشفى راشد. ثم وصل التطور في الخدمات الطبية الى مداه حين سعى الى إدخالى خدمات المرحلة التخصصية الثالثة  TERTIARY ‏الى بعض المستشفيات مثل وحدة غسيل الكلى في مستشفى دبي ووحدة حديثي الولادة (الخدج) بمستشفى الو صل ووحدة قسطرة القلب والشرايين ووحدة جراحة القلب المفتوح بمستشفى دبي.

‏إنجازات الدكتور جمعة بالهول في دائرة دبي للصحة والخدمات الطبية كانت متنوعة ومتميزة وقد ضمنت من أسباب النجاح أنها تمت في جو من الاستقرار أتاح لها الاستمرارية. وهو أيضا وسمها بميسمه فأعطاها الكثير من عصارة تجاربه وخبر اته التي اكتسبها من خلال أسفاره الكثيرة أيام الطلب، مضفيا عليها من وعيه وثقافته وحسه القومي انحيازا لخدمة المجتمع. اعتمد التخطيط منهجا واستقطب الكوادر البشرية موفرا لها التدريب والتحفيز وحاشدا الإمكانات ‏المادية والتقنية لينهض بمستوى الخدمات. ومع كل هذا ما كان لدائرة الصحة والخدمات الطبية إن تصل الى ما وصلت إليه من تطوير للخدمات ورضى الناس عن أدائها لولا حظ الدكتور جمعة من صفات القيادة الحكيمة والإدارة الفاعلة وايثاره للانضباط والالتزام في العمل.

‏وبقار ما أعطى الدكتور جمعة بالهول للدائرة بقدر ما تجاوبت معه ودعمته لان يتفاعل مع المجتمع ويما جسور التواصل مع المؤسسات ذات الصلة بالعمل فافاد منهد واستفادت. من هذه الروافد التي غذت نهر عطائه عضويته في كثير من المؤسسات :

‏- مجلس بلدية دبي ورئاسة اللجنة الصحية 
‏- مجلس إدارة الخليج والصناعات الدوائية برأس الخيمة 
‏- مجلس إدارة كلية الطب للبنات في دبي 
‏- المجلس الوطني الاتحادي. 

بعد هذه المسيرة الطويلة والمثمرة للدكتور جمعة في العمل العام واصل العمل من موقع آخر هو العمل في القطاع الخاص. انشا مستشفى مجمع بالهول الطبي الدولي في دبي رغم إن استعداده وقناعاته في البداية كانت منحازة لخدمة المجتمع. لعله بهذا كان مدفوعا ليستجيب لرغبة افصح عنها والده وهو على أعتاب التخرج كطبيب.

‏إن تكريم الدكتور جمعة بالهول بمنحه جائزة الشيخ حمدان ليحمل في ثناياه اعترافا بالنجاحات التي حققتها دائرة الصحة والخدمات الطبية في دبي وحسبه انه كان المخطط والمنفذ والمايستريو لكل ما تحقق من انجاز.