المرحوم الدكتور محمد حبيب آل رضا

جوائز دولة الإمارات العربية المتحدة

جائزة حمدان للشخصيات الطبية المتميزة في المجال الطبي بدولة الإمارات العربية المتحدة
الدورة الأولى للجوائز
هذا الطبيب ذو أهمية خاصة وميزة تفرد بها دون غيره من الزملاء الذين استحقوا التكريم فهو أول طبيب مواطن ظل يمارس المهنة في وطنه دبي لأكثر من نصف قرن من الزمان (1930- 1982). شهد له الشيخ سعيد بن مكتوم حاكم دبي بالتميز حين حرر أول تصريح بفتح عيادة طبية خاصة في عام 1939م. 
 
ورث الاستعداد الفطري لمهنة الطب من أسرته ، حيث كان أبوه طبيباً درس الطب في الهند ومارسه هناك ومن قب والده كان جده لأبيه طبيبا، وكما ورث طبيبنا مهنة الطب عن أبويه كذلك أورثها لأبنائه د. حسين الرضا الذي يعمل استشارياً لجراحة العظام ورئيساً لقسم الطوارئ في مستشفى راشد بدبي ، والدكتور عبدالنبي الرضا، مدير مستشفى راشد واستشاري الجراحة العامة. 
 
أكمل الدكتور محمد حبيب الرضا دراسة الطب في إيران ونال تدريبه في مستشفى لجنه، ومن ثم عاد إلى دبي ليعمل بها ، واستمر في عمله هذا لأكثر من خمسة عقود كانت مثمرة بالعطاء وغنية بالتجارب لأنه كان ابن البيئة التي تعرفه ويعرفها واعيا بالمؤثرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تشكل خلفية الأمراض وتتفاعل مع الأعراض وتؤثر في استجابة المرضى لتعاطي العلاج. 
 
انتماؤه للوطن وإصراره على العمل فيه رغم الموارد القليلة وقلة الإمكانيات ورغبته في أن يكون عند حسن ظن أهله ومرضاه وان يكسب المرضى والمتعة في مهنته...كل هذا حفزه لأن يطوع البيئة القاسية وان يحتوي الصعاب والمعوقات التي تحيط به من جميع أقطاره كقلة الإمكانيات العلاجية وانعدام الأجهزة الطبية حيث لم يتوفر له مستشفى ولم تتعاون معه كوادر تمريض وفنيون.اعتمد على ابسط الأجهزة كميزان الحرارة وجهاز قياس الضغط وبذل نفسه ووقته وجهده في رعايةالمريض التي تستدعي حالته عناية خاصة في المنزل. 
  
أدرك بخبرته وحسه أن الأمراض التي تفتك بضحاياها هي الملاريا و الدسنتاريا والجدري والزهري والتراكوما فوفر لها من الهند ما كان متاحا من الكينين والانترفيوفروم وأشباههما،  قلة الوعي الصحي في المجتمع آنذاك ولجوء الناس إلى الطب الشعبي، وممارسة الكي والحجامة، واعتماد السحر كانت من المثبطات ولكنه لم يؤمن بها وبقي وفياً لمهنته، حريصاً على أن يستمر في التعليم ما وسعه ذلك . لم يستغل المهنة للثراء، ولكنه كان يكتفي بالقليل من الأجر إن وجده
 
عرف كيف يستفيد من الدعم المادي والمعنوي الذي وجده من الشيوخ فأحسن استثماره، إضافة إلى إخلاصه وتفانيه في رعاية مرضاه مما أعلى من قدره، وكرس تميزه فاستحق بذلك الترشيح لنيل الجائزة.