المرحومة الدكتورة أمينة علي كاظم

جوائز دولة الإمارات العربية المتحدة

جائزة حمدان للشخصيات الطبية المتميزة في المجال الطبي بدولة الإمارات العربية المتحدة
الدورة الأولى للجوائز
الرابع والعشرون من فبراير عام 1937 م يوم ميلاد الطبيبة أمينة علي كاظم في مدينة دبي. في ذلك الوقت لم يكن التعليم في المدارس - بنظمها ومناهجها القائمة الآن - متوفرا للأولاد، فضلا على أن يكون ميسورا للبنات. لهذا اختارت لها أسرتها أن تهاجر في سن مبكرة طلبا للدراسة .
 
أكملت الدراسة الثانوية بنجاح عام 1954 م في بومباي بالهند، ومن ثم التحقت بكلية الطب في نيودلهي (Lady Harding Medical College ) ، حيث تخرجت عام 1961 م كطبيبة امتياز .أصرت على أن تكمل المشوار، وبعد فترة الامتياز التي قضتها في بومباي واصلت دراستها وتوجت جهودها بنيل شهادة التخصص في فرع التخدير. كان هذا كافياً ليشبع نهمها للدراسة والتحصيل وان يثير حينها للعودة إلى الوطن وتوجيه معارفها ومهاراتها الى حيث تشتد الحاجة وتعظم المنفعة.
 
زمن الطبيعي والمعهود سارع مستشفى المكتوم بدبي فاحتضنها ضمن أسرته الطبية عام 1965 م لتكون أول طبيبة مواطنة، وأول أخصائية في التخدير من الكوادر المواطنة.كانت استجابتها لهذا الاختبار مشرفة وفي مستوى المسؤولية والتفاني في العمل وقد ضربت المثل والقدوة الحسنة كانسانة وطبيبة وقائدة: رعاية المرضى والسهر على راجتهم والتلطف الممزوج بالتواضع في المعاملة كان طبعها الذي لا تساوم فيه أبدا ... ولم يعرف عنها أي انحياز أو تقصير فيه منطلق من اختلاف في الدين أو العرق أو الجنس. تهب وقتها وجهدها وعلمها للجميع لكل بحسب حاجته للعناية الطبية مما اكسبها صحبة وتقدير جميع الزملاء والمعاونين والمرضى على حد سواء... وهذه فضيلة نادرة الوجود في مجتمع تكثر فيه المحاور والتكتلات وتتعدد فيه الانتماءات. أصبحت رئيسا لقسم التخدير في المستشفى فأدارته بجدارة واقتدار وظلت على عطائها المثمر لاكثر من ثلاثة عقود.
 
رغم تواضع إنتاجها الأكاديمي الصرف كونها سابقة في عملها لعهد التدريس في كليات الطب في الدولة فقد كانت ذات باع طويل في الحقل والتدريس الإكلينيكي، وشهد لها بذلك المجموعات من أطباء الامتياز والممارسين الذين تواتروا على المستشفى، والذين نالوا التدريب على يديها.
 
الدكتورة أمينة كاظم - طيب الله ثراها - كانت ذات مواهب واهتمامات عديدة، ولم ينحصر عطاؤها في الحقل الطبي والإنساني وحدهما، إذ كانت زوجة، وأماً فأحسنت العطاء للأسرة .. كانت لها قدرات وهوايات متعددة فلم تبخل على نفسها فقرأت في التاريخ والأدب، وعشقت السفر والسياحة وخرجت من كل ذلك بنصيب. وكان لها ولع خاص بالطيران فأجادته كفن وهواية، ونالت فيه شهادة قيادة الطيران الخاص عام 1979 م وأصبحت بذلك أول امرأة مواطنة تنال تلك الشهادة.
 
بهذه السيرة الذاتية المتفردة، والمواهب الشخصية المتعددة استحقت الدكتورة أمينة نوط الخدمة الممتازة الطويلة من دائرة الخدمات الصحية في دبي ... كانت الفقيدة الدكتورة أمينة كاظم رائدة في الحقل الطبي، ومعلماً بارزاً في مسيرة المرأة الإماراتية بتكريس مشاركتها للرجل وقدرتها على تحمل المسؤولية، وإجادتها للعمل وفي هذا ما يكفي لتزكيتها لتصبح أول طبيبة مواطنة تنال جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية.